Sujet : Attribuer l’endroit à Allâh est de la mécréance.
Dans son livre « Hâchiyatou s-Sâwi ‘alâ tafsîr al-Jalâlayn », le Chaykh As-Sâwi a dit au sujet du hadîth sur al-Isrâ wa l-Mi’râj :
« قوله : «قال فرجعت إلى ربي» أي إلى المكان الذي ناجيت فيه ربي و ليس المراد أنَّ اللهَ في ذلك المكان و رجع له فإنَّ اعتقاد ذلك كُفر »
« Sa parole (c’est-à-dire la parole du Prophète) « قال فرجعت إلى ربي » (qâla faraja’tou ilâ Rabbî) signifie : [je suis revenue à] l’endroit où j’ai reçu la révélation de mon Seigneur. Et il n’est pas visé que Allâh est dans cet endroit et qu’il (le Prophète) serait revenu à Lui. Certes, croire en cela est de la mécréance »
Informations utiles :
– Al-‘Allâmah (l’lillustre savant), le Faqîh (spécialiste de la jurisprudence) le Chaykh Abou l-‘Abbâs Ahmad Ibnou Mouhammad As-Sâwi Al-Misri Al-Mâliki est né en 1175 en Egypte et il est décédé à Médine en 1241 de l’Hégire (رحمه الله), c’est-à-dire il y a environ 200 ans. Son ouvrage « Hâchiyatou s-Sâwi » est un commentaire du tafsîr al-Jalâlayn.
– Ici, il explique un passage d’un long hadîth concernant Al-Isrâ wa l-Mi’râj (le voyage nocturne et l’Ascension), la partie où le Prophète (صلى الله عليه وسلم) a reçu la révélation au sujet du nombre de prière obligatoire pour sa communauté.
– Il dit que la parole « فرجعت الى ربي » (faraja’tou ilâ Rabbî) ne signifie pas que le Prophète (صلى الله عليه وسلم) serait revenu à un endroit où se trouverait Allâh. Le Chaykh As-Sâwi dit clairement que celui qui croit cela est un mécréant.
– Le sens de la parole « فرجعت الى ربي » (faraja’tou ilâ Rabbî) est donc : « Je suis retourné à l’endroit où mon Seigneur m’avait révélé ».
– L’Imâm An-Nawawi a dit : « Sa parole « فرجعت الى ربي » (faraja’tou ilâ Rabbî) signifie : je suis retourné à l’endroit où j’ai reçu la révélation une première fois, et j’y ai reçu la révélation une seconde fois. Et sa parole « فَلَمْ أزلْ أَرجِعُ بينَ ربي تباركَ وتعالى وبينَ موسى عليهِ السلامُ » [J’ai ainsi fait l’aller retour « bayna Rabbî » et entre Moûçâ ‘alayhi s-Salâm] cela signifie : entre l’endroit où mon seigneur m’avait révélé [et entre Mouçâ]» [Dans son charh sahîh Mouslim, et également confirmé de lui par As-Souyoûti dans Ad-Dîbâj, Al-Khâzin dans son tafsîr, Ach-Chirbîni dans son Tafsîr et beaucoup d’autres savants]
– Le Moufassir Ismâ’îl Haqqi Al-Hanafi a dit : « Sa parole « فرجعت الى ربي » (faraja’tou ilâ Rabbî) c’est-à-dire : je suis retourné à l’endroit où mon seigneur m’a donné la révélation, et il s’agit de sidratou l-mountahâ » [Dans son Tafsîr]
– L’Imâm Al-Jouwayni (m.478 H.) a dit : « Certes [le prophète] Mouhammad (صلى الله عليه وسلم), lors de la nuit de al-Isrâ (c’est-à-dire lors du voyage nocturne et de l’ascension), n’a pas été plus proche [physiquement] de Allâh ‘azza wa jall que [le prophète] Yoûnous Ibnou Matâ lorsqu’il était dans le ventre de la baleine ». [Rapporté par Al-Qourtoubi dans son Tafsîr]
– L’Imâm Ibnou Abî Jamrah (m.699 H.) a dit : « Ainsi, [le prophète] Mouhammad (‘alayhi s-Salâm) lorsqu’il était au-dessus des sept cieux [lors de l’ascension] et [le prophète] Yoûnous Ibnou Matâ lorsqu’il était dans les profondeurs de la mer [lorsqu’il a été avalé par la baleine], l’un n’était pas plus proche physiquement de Allâh que l’autre [car Allâh n’est pas concerné par la proximité physique]. Et si Allâh ‘azza wa jall serait concerné par l’endroit et le temps alors le prophète [Mouhammad] (salla l-Lâhou ‘alayhi wa sallam) aurait été plus proche de Lui, il est ainsi confirmé par cela la négation de l’établissement, et de la direction au sujet de Allâh Jalla Jalâlouh » [Dans son livre Bahjatou n-Noufoûs]
– Retrouvez d’autres paroles de savants concernant le fait qu’attribuer l’endroit ou la direction à Allâh est de la mécréance : ici.
4 Commentaires
Passer au formulaire de commentaire
Auteur
الإمام المحدث أبو محمد عبد الله بن أبي جمرة الأندلسي
(المتوفى سنة 699 للهجرة)
في كتابه (بهجة النفوس)
قال ما نصه :
« فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق ويونس عليه السلام في قعر البحار،
وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء،
ولو كان عز وجل مقيدا بالمكان أو الزمان لكان النبي صلى الله عليه و سلم أقرب إليه،
فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله » .
وفي حكم المجسمة يقول رحمه الله :
« ومنهم المجسمة لأنهم يقولون بالجسم والحلول ومعتقد هذا لايصح منه الايمان « .
دفن رحمه الله في مصر في مدينة القاهرة،
قال عنه ابن الملقن في طبقاته : » قبره معروف يتبرك به « .
Auteur
كتاب « بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما لها وما عليها »، هذا الكتاب هو شرح مختصر صحيح البخاري المسمى « جمع النهاية في بدء الخير والغاية »، للإمام المحدث الورع أبي محمد بن عبد الله بن أبي جمرة الأندلسي المتوفّى سنة 699هـ، هذا المجلد الثاني الجزء الثالث، طبع دار الكتب العلمية سنة 1425هـ، الطبعة الأولى. يقول في الصحيفة 176: « (الرَّحْمَانُ عَلَى العَرَشِ اسْتَوَى)، أي استوى أمره ونهيه وما شاء من حكمه، ومثله قوله تعالى (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَك) أي جاء أمر ربك وهذا مستعمل في ألسنة العرب كثيرا، ومما يزيد هذا بيانا وإيضاحا، أعني نفي الذات عن الحلول والاستقرار قوله عليه السلام: (لا تفضلوني على يونس بن متّى). والفضيلة قد وُجدت بينهما في عالم الحس، لأنه عليه السلام رفع حتى رقى السبع الطباق ويونس عليه السلام ابتلعه الحوت في قعر البحار، فالفضيلة موجودة مرئية في هذا العالم الحسي، ولم يكن عليه السلام لينفي شيئا موجودا حسا ولا يقول إلا حقا، فلم يبق معنا لقوله عليه السلام : لا تفضلوني على يونس. إلا بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه، فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق، ويونس عليه السلام في قعر البحار وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء، ولو كان عز وجل مقيدا بالمكان أو الزمان لكان النبي صلى الله عليه وسلم أقرب إليه، فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله ». اهـ. والحمد لله وسبحان الله والله أكبر.
Auteur
قوله: (فرجعت إلى ربي): معناه: رجعت إلى الموضع الذي ناجيته منه أولًا، فناجيته فيه ثانيًا؛ (مسلم بشرح النووي، جـ 2، صـ 214:210).
Auteur
الشيخ الدكتور جميل حليم الحسيني
من كتابنا « التفسير الأسمَى لقولِه تعالى (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ) »، مختصَرًا بإيجاز. وأنَّ الدُّنُوَّ والتَّدَلِّيَ كان بين جبريلَ ومُحَمَّدٍ عليهما السلام، تَنَزَّه اللّٰهُ عن الجهة والمكان:
1- قال الفراء الملقب بأمير المؤمنين في النحو (ت 207هـ)، في كتابه « معاني القرءان »: « المراد به جبريل ».
2- قال الطبري (ت 310هـ) في تفسيره « جامع البيان في تأويل القرءان »: « أي ثُمَّ دَنَا جِبْرِيلُ مِن مُحَمَّدٍ ﷺ فتَدَلّى إليه ».
ونقله عن الحسن وقتادة والربيع، وقال عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « إنما ذلك جبريل ».
3- قال المحدِّث أبو حاتم الرازي (ت 327هـ) في تفسيره عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « يعني جبريل إلى محمد ».
4- قال الإمام أبو منصور المَاتُرِيدي (ت 333هـ) في كتابه « تأويلات أهل السنة »: « أي جبريل عليه السلام ».
5- قال الفقيه الزاهد المفسِّر أبو الليث السمرقندي (ت 373هـ) في تفسيره المسمى « بحر العلوم »: « (فاستوى) يعني: جبريل عليه السلام ».
ثم قال: « (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ) إلى النبي ﷺ ».
6- قال الإمام أبو سليمان الخطابي (ت 388هـ) في كتابه « أعلام الحديث »: « المعني به جبريل ».
وقال: « ولم يثبت في شىء صريحًا أن التدلي مضاف إلى الله تعالى، ثم أولوا المكان بمكان النبي ﷺ ».
7- قال الأديب اللغوي الحسن بن عبد الله العسكري (ت 395هـ) في كتابه « الوجوه والنظائر »: « والمراد أن النبي ﷺ أحب أن يرى جبريل صلوات الله عليه على صورته الحقيقية، وكان يهبط للوحي على صورة رجل فاستوى جبريل في الأفق على صورته فرآه رسول الله ﷺ (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ) جبريل فصار بينه وبين النبي صلوات الله عليهما القدر المذكور ».
8- قال إمام الحرمين عبد الملك الجويني (ت 419هـ) في كتابه « الشامل في أصول الدين »: « ليس في هذه الآية تصريح بذكر الإلـٰه وإضافة القرب إليه، فلِمَ ادَّعيتم أنه سبحانه وتعالى هو المعني بمضمون الآية؟ ولِمَ وصفتم ربَّكم بالحد والمقدار بتوهم منكم وظن؟ ثم نقول: لعله ﷺ قرب من درجة لم يبلغها إلا أرفع الخلائق وأعلاهم شأنًا. ثم نقول: الدنو يُحمل على القرب والطاعة -القرب المعنوي لأن القرب المكاني والحسي محال على الله تعالى، وذكر تأكيدًا له. وهو كما حُمل قوله -في الحديث القدسي-: «إذا تقرب العبد إليَّ ذراعًا، تقربت منه باعًا» على القرب والطاعة والرأفة ».
9- قال والي خراسان المهلب بن أبي صفرة (ت 435هـ) في كتابه « المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح » عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « ذاك جبريل، كان يأتيه في صورة الرجل، وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته قد سدَّ الأفق ».
10- قال الحافظ ابن بَطَّال المالكي (ت 449هـ) في شرحه المشهور على صحيح البخاري، «شارحًا الحديث»: « وأما قوله: «فدنا الجبار رب العزة» فهو دنو محبة ورحمة وفضيلة لا دنو مسافة ونقلة لاستحالة النقلة والحركة على البارئ إذ لا يجوز أن تحويه الأمكنة. وقوله: «حتى كان قاب قوسين أو أدنى» فهو جبريل الذي تدلى ».
11- قال الحافظ البيهقي (ت 458هـ) في كتابه « دلائل النبوة » عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « إنما ذلك جبريل عليه السلام كان يأتيه في صورة الرجال وإنه أتاه في هذه المرة في صورته فسدَّ أفق السماء، رواه البخاري عن محمد بن يوسف عن أبي أسامة، ورواه مسلم عن ابن نمير ».
12- قال أبو القاسم عبد الكريم القشيري (ت 465هـ) في تفسيره المسمى « لطائف الإشارات »: « دنا جبريل من محمد عليه السلام، فتدلى جبريل: أي نزل من العلو إلى محمد، وقيل: فتدلى تفيد الزيادة في القرب، وأن محمَّدًا عليه السلام هو الذي دنا من ربه دنو كرامة، وأن التدلي هنا معناها السجود ».
13- قال المفسر أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني (ت 489هـ) في تفسيره: « أي دنا جبريل من النبي عليه الصلاة والسلام ».
14- قال الحافظ المفسر البغوي (ت 516هـ) في تفسيره: « وذلك أن جبريل كان يأتي رَسُولَ الله ﷺ في صورة الآدميين كما كان يأتي النبيين، فسأله رَسُولُ الله ﷺ أن يريه نفسه على الصورة التي جبل عليها فأراه نفسه مرتين: مرة في الأرض ومرة في السماء ».
ثم قال: « وأما في السماء فعند سدرة المنتهى، ولم يره أحد من الأنبياء على تلك الصورة إلا نبينا محمد ﷺ ».
15- قال اللغوي المحدِّث المفسر عبد الحق بن عطية الأندلسي (ت 542هـ) في كتابه « المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز »: « والصحيح عندي أن جميع ما في هذه الآيات هو مع جبريل ».
16- قال القاضي عياض المالكي (ت 544هـ) في كتابه « الشفا بتعريف حقوق المصطفى »: « فأكثر المفسرين أن الدنو والتدلي منقسم ما بين محمد وجبريل عليهما السلام ».
17- قال المفسر اللغوي محمود بن أبي الحسن النيسابوري (ت 553هـ) في كتابه « باهر البرهان في معاني مشكلات القرءان »: « محمد عليه السلام دنا من جبريل عليه السلام ».
18- قال أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597هـ) في كتابه « التبصرة » ومثله في « زاد المسير » القول الثالث المشهور: « والثالث أن جبريل دنا من محمد قاله الحسن ».
19- قال المفسر الفقيه الأصولي فَخْرُ الدين الرازي (ت 606هـ) في تفسيره:
« وَفِيهِ وُجُوهٌ مَشْهُورَةٌ:
أَحَدُهَا: أَنَّ جِبْرِيلَ دَنَا مِنَ النَّبِيِّ ﷺ أي بعد ما مَدَّ جَنَاحَهُ وَهُوَ بِالْأُفُقِ عَادَ إِلَى الصُّورَةِ الَّتِي كَانَ يَعْتَادُ النُّزُولَ عَلَيْهَا وَقَرُبَ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ.
الثَّانِي: أن محمّدًا دَنَا مِنَ الْخَلْقِ وَالأُمَّةِ وَلَاْنَ لَهُمْ، فَتَدَلَّى أَيْ فَتَدَلَّى إِلَيْهِمْ بِالْقَوْلِ اللَّيِّنِ وَالدُّعَاءِ الرَّفِيقِ.
الثَّالِث: وَهُوَ ضَعِيفٌ سَخِيفٌ، وَهُوَ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ هُوَ رَبُّهُ تَعَالَى وَهُوَ مَذْهَبُ الْقَائِلِينَ بِالْجِهَةِ وَالْمَكَانِ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ الْقُرْبَ بِالْمَنْزِلَةِ ».
وقال في كتابه « أساس التقديس في علم الكلام »: « الأول أن هذا الدنو المنزلة والكرامة كقوله تعالى من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا.
الثاني: «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ» أي جبريل دنا من محمد عليهما السلام والدليل عليه قوله تعالى في آية أخرى «وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِین» ثم لما دنا جبريل من محمد عليهما السلام حصل الوحي من الله تعالى إليه فلهذا قال «فَأَوۡحَىٰۤ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَاۤ أَوۡحَىٰ» ».
20- قال الفقيه الشافعي المحدِّث أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي (ت 665هـ) في كتابه « شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى »: « وفيما تأوَّل عبد الله بن مَسْعُود وَعَائِشَة في قوله «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ» بيان أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام ترَاءى للنَّبِي ﷺ بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فِي صورته الَّتِي عَلَيْهَا خُلِق، وَأَن نظر النَّبِي ﷺ إِلَيْهِ حِين دنا مِنْهُ متدليًا حَتَّى كَانَ قرب المجْلس مِنْهُ قاب قوسين أَو أدنى ».
21- قال المفسر محمد بن أحمد القرطبي (ت 671هـ) في تفسيره: « والصحيح استوى جبريل عليه السلام وجبريل بالأفق الأعلى على صورته الأصلية، لأنه كان يتمثل للنبي ﷺ إذا نزل بالوحي في صورة رجل، فأحبَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يراه على صورته الحقيقية، فاستوى في أفق المشرق فملأ الأفق. قوله تعالى «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ» أي دنا جبريل بعد استوائه بالأفق الأعلى من الأرض «فَتَدَلَّىٰ» فنزل على النبي بالوحي ».
22- قال الحافظ النووي (ت 676هـ) في كتابه « تهذيب الأسماء واللغات » في صحيح مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسولَ الله ﷺ، فقال: إنما هو جبريل، لم أره على صورته التى خُلِقَ عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادًّا عِظَم خِلْقته ما بين السماء والأرض ».
23- قال القاضي المفسر المحدِّث ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (ت 685هـ) في تفسيره المسمى « أنوار التنزيل وأسرار التأويل » عن جبريل: « أي ثم دنا من النبي عليه الصلاة والسلام. فتدلى ».
ثم قال: « فكان جبريل عليه السلام كقولك: هو مِنِّي معقد الإزار، أو المسافة بينهما قاب قوسين مقدارهما ».
24- قال المفسِّر عبد الله بن أحمد النسفي الحنفي (ت 710هـ) في تفسيره: « أي جِبْرِيلُ مِن رَسُولِ اللّٰه ﷺ ».
25- قال الأصولي اللغوي المحدِّث بدر الدين بن جماعة (ت 733هـ) في كتابه « إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل »: « اعْلَم أَن دنو المسَافَة على الله تَعَالَى مُحَال وَالَّذِي صَحَّ فِي الحَدِيث عَن عَائِشَة وَابْن مَسْعُود وَأبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُم أَن الْآيَتَيْنِ فِي رؤية النَّبِي ﷺ جِبْرِيلَ على صورته الَّتِي خلقه الله تَعَالَى عَلَيْهَا فَإِنَّهُ رَءاهُ مرَّتَيْنِ مرّة فِي أفق المشرق وَالثَّانيِ عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى ثَبت ذَلِك عَن النَّبِي ﷺ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا عَن عَائِشَة وَابْن مَسْعُود وَأبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي ﷺ ».
ثم قال: « وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ رَحمَه الله تَعَالَى لم يثبت فِي شَىء مِمَّا رُوِيَ عَن السّلف أَن التدلي مُضَاف إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَعَالَى رَبُّنَا عَن صِفَات المخلوقين ونعوت المُحدَثين وَقد رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس نَحْو من رِوَايَة أنس فِي إِضَافَة الرُّؤْيَة إِلَى الله تَعَالَى وَلَا يَصح شَىء من ذَلِك بل طرقها واهية ضَعِيفَة عَن ضعفاء مجهولين وَفِي بَعْضهَا انْقِطَاع.
وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس مَا هُوَ مِنْهُ بَرِيء من أَحَادِيث تدل على التَّشْبِيه والتجسيم تَعَالَى الله عَن ذَلِك ».
26- قال الفقيه الشافعي علاء الدين الخازن (ت 741هـ) في تفسيره « لباب التأويل في معاني التنزيل » عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « ذلك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل وإنه أتاه في هذه المرة في صورته التي هي صورته فسدَّ الأفق أخرجاه في الصحيحين ».
ثم قال: « ثم دنا جبريل بعد استوائه بالأفق الأعلى من الأرض فتدلى إلى محمد ﷺ فكان منه قاب قوسين أو أدنى أي بل أدنى وبه قال ابن عباس والحسن وقتادة ».
27- قال الكاتب المؤرخ الفقيه محمد بن أحمد ابن جزي الكلبي (ت 741هـ) في تفسيره المسمى « التسهيل لعلوم التنزيل »: « أي كان جبريل من سيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام في القرب بمقدار قوسين ».
28- قال الإمام المحدِّث الحسين بن محمد عبد الله الطيبي (ت 743هـ) في كتابه « شرح المشكاة » ومثله في « فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب »: « فالأكثرون على أن هذا الدنو والتدلي مقسم ما بين جبريل والنبي ﷺ، وعن ابن عباس والحسن ومحمد بن كعب وجعفر بن محمد وغيرهم أنه دنو من النبي ﷺ إلى ربه، أو من الله تعالى، والدنو والتدلي على هذا متأول، ليس على وجهه ».
29- قال المفسِّر القارئ أحمد بن يوسف السَّمِين الحلبي (ت 756هـ) في كتابه « عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ »: « فالمراد جبريل ».
30- قال المفسر الحنبلي أبو حفص سراج الدين عمر بن عادل الدمشقي (ت 775هـ) في كتابه « اللباب في علوم الكتاب » في الآية: « وجوه: أشهرها: أن جبريل ﷺ دنا من النبيِّ ﷺ أي بعد ما مد جناحه ».
31- قال الفقيه الحنفي المحدِّث شمس الدين محمد بن يوسف الكرماني (ت 786هـ) في كتابه « الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري »: « المراد منه قربه من جبريل ».
32- قال المحدِّث الفقيه المفسر أبو عبد الله محمد بن خلفة بن عمر الأبّي المالكي (ت 827هـ) في كتابه « شرح صحيح مسلم »: « ولما استحال عليه تعالى التخصيص بالجهة وجب التأويل ».
33- قال اللغوي الأصولي الشافعي أبو عبد الله شمس الدين البِرْماوي المصري (ت 831هـ) في كتابه المسمى « اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح » ذاكرًا القول المشهور عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل، وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته، فسدَّ الأفق ».
34- قال شيخ المؤرخين العرب أحمد بن علي المقريزي (ت 845هـ) في كتابه « إمتاع الأسماع »: « يريد به جبريل ».
35- قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) في كتابه « فتح الباري »: « الذي رءاه النبي ﷺ هو جبريل كما ذهبت إلى ذلك عائشة ».
وقال: « والمكان لا يضاف إلى الله تعالى، إنما هو مكان النبي ﷺ في مقامه الأول ».
36- قال الحافظ بدر الدين محمود العيني (ت 855هـ) في كتابه « عمدة القاري شرح صحيح البخاري » عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته فسدَّ الأفق ».
37- قال أستاذ السلطان محمد الفاتح العلّامة أحمد بن إسماعيل بن عثمان الكوراني (ت 893هـ) في كتابه « الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري »: « اتفقت الروايات على أن «قَابَ قَوۡسَیۡن» قرب جبريل منه، لأن القرب المكاني من الله تعالى مُحال، هذا مما يجب الإيمان به، وإن قال أحد غير هذا فضلالة ».
38- قال الحافظ السيوطي (ت 911هـ) في كتابه « الدر المنثور في التفسير بالمأثور » عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « يعني جبريل إلى محمد ».
39- قال الفقيه شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني (ت 923هـ) في كتابه المسمى « المواهب اللدنية بالمنح المحمدية »: « فإن الصحيح أن المراد فى الآية جبريل، لأنه الموصوف بما ذكر من أول السورة إلى قوله «وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ * عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ» هكذا فسَّره النبيُّ ﷺ في الحديث الصحيح ».
40- قال القاضي الفقية المؤرخ الحنبلي أَبُو اليُمْن عبد الرحمن العُلَيْمي (ت 928هـ) في كتابه « فتح الرحمن في تفسير القرءان »: « قرب جبريل من محمد ».
41- قال المحدِّث الفقيه محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942هـ) في كتابه « سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد »: « قال الإمام الرازي: فيه وجوه: الأول: وهو أشهرها أن جبريل دنا من النبي ﷺ ».
ثم قال: « وقال القرطبي: أي دنا جبريل بعد استوائه بالأفق الأعلى فتدلى على النبي ﷺ، المعنى أنه لما رأى النبي ﷺ من عظمة جبريل ما رأى وهاله ذلك، رده الله تعالى إلى صورة آدمي حين قرب من النبي ﷺ بالوحي. هذا قول الجمهور ».
42- قال الفقيه الحنفي الماتريدي ملا علي القاري الهروي (ت 1014هـ) في كتابه « مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح »: « فالأكثرون على أن هذا الدنو والتدلي منقسم ما بين جبريل والنبي عليهما الصلاة والسلام ».
وقال في كتابه « شرح الشفا »: « فأكثر المفسرين أن الدنو والتدلي منقسم ما بين محمد وجبريل عليهما السلام ».
43- قال المحدِّث الأصولي الفقيه الشافعي الأشعري الشيخ عبد الله الهرري (ت 1429هـ) في كتابه « الشرح القويم »: « جبريل عليه السلام اقتربَ من سيدنا مُحَمَّدٍ فتدلَّى إليه فكانَ ما بينهما من المسافةِ بمقدارِ ذِرَاعينِ بل أقربَ، وقد تدلَّى جبريلُ عليه السلام إلى محمد ودَنَا منه فَرَحًا به.
وليس الأمرُ كما يفتري بعضُ الناس أن الله تعالى دَنَا بذاتِهِ من محمدٍ فكان بين محمدٍ وبين الله كما بين الحاجِبِ والحاجِبِ أو قدرَ ذراعين لأن إثباتَ المسافةِ لله تعالى إثباتٌ للمكانِ وهو من صفاتِ الخلق، أما الخالقُ فهو موجودٌ بلا كيفٍ ولا مكانٍ، لا يكون بينه وبين خلقِهِ مسافةٌ فالعرشُ الذي هو أعلى المخلوقات والفرشُ الذي هو منتهى المخلوقاتِ في الجهةِ السُّفلى على حدٍّ سواءٍ بالنسبة إلى ذات الله. فلا يجوزُ اعتقادُ القُربِ المكاني الذي هو قربٌ بالمسافة في حقِّ الله تعالى، وإنما يمتازُ العرشُ وما يليه من السَّماوات بكونه مسكَنَ الملائكة الذين لا يعصونَ الله ما أَمَرَهُم وبفضائلَ أخرى، أما بالنّسبةِ إلى ذات الله فليسَ العرشُ قريبًا من الله بالمسافة قربًا يجعلُهُ بعيدًا من الفرش ».
وقال: « وأما الحديثُ الذي رواه البخاري في صحيحه: «وَدَنَا الجبارُ ربُّ العزة فتدلَّى حتى كانَ منه قاب قوسين أو أدنى» فهذه الروايةُ طعنَ فيها بعض الحفاظ كعبد الحق وغيرِه، وقال بعضهم: ليس دنوًّا حِسِّيًّا وإنما هو مزيد إكرامٍ وتقريبٍ في الدرجات، وأما حملُهُ على الظاهرِ فكل أهل السنة يردُّونه بل يجعلونَ ذلك تشبيهًا لله بخلقه كما ذكرَ ذلك الحافظُ ابن حجر العسقلانيُّ في شرح البخاري ».